هل المصارعة الحرة حقيقيّة؟
تعدّ المصارعة الحرّة في حقيقتها عبارةً عن مسرحٍ مفتوح من جميع الاتّجاهات، وتكمن قوانين هذا المسرح في وجود اتّفاقاتٍ بين جميع المصارعين بسيناريوهات محدّدة فيما بينهم؛ حيث يقوم المدير المسؤول والمنسّقون بتأليف قصّة وسيناريو يبيّن كيفيّة القتال ومن سينتصر بعدّة حركات مدروسة، ويكمن الإبداع في تطبيق هذا السيناريو بأسلوبٍ ممتع ومميّز وملفت للنّظر، وبهذا لا يكون المصارعون إلّا عبارةً عن ممثّلين وظيفتهم الالتزام بما قام فريقهم بتأليفه وارتجاله بأسلوبٍ فنيّ ومبدع.
وإذا قمنا بفتح اليوتيوب على الإنترنت سنجد عدّة فيديوهات تعرض الكثير من المقاطع بالعرض البطيء، وفي هذه الحالة تظهر كلّ الخدع الّتي قام بها المتصارعون، وطرق تمثيلهم الّتي جلبت لهم ثروةً وشهرةً وإعجاباً من قبل الكثير من النّاس.
زيف المصارعة
يعتقد الكثير من النّاس أنّ المصارعة الحرّة حقيقيّة، وهذا كلامٌ خاطئ وزائف، وتعود أسباب هذا الاعتقاد إلى:
- انعدام الشفافيّة: فإنّ شركات المصارعة لم تذكر أو تصرّح أو تقوم بعمل أيّة دعاية مباشرة تخبر النّاس بأنّ ما يشاهدونه في المصارعة مجرّد تمثيلٍ يبتعد عن الواقع.
- إتقان العمل: حيث يرى المشاهد مصارعةً حقيقيّةً أمامه؛ ويعود هذا إلى المهارة العالية والتدريب المتواصل، وقدرة التحمّل لدى المصارعين.
- الاستشهاد بالأخطاء: فهناك الكثير من الأخطاء الّتي تحدث في المصارعة ممّا يجعلها تبدو حقيقيّة؛ ولكن يدفع المصارع ثمن هذه الأخطاء بأن يصاب بنزيفٍ حاد، أو سقوطٍ مؤذي، أو تشوّه يعاني منه طوال حياته.
- المتابعة السطحيّة حيث إنّنا لو كنّا نركّز جيدًا ونشدّد بنظرنا أثناء النّزال لاكتشفنا الكثير من الأمور حول أسرار المصارعة، ومثالٌ على ذلك دور الحكم في أحداث النّزال، وتحدّث المصارعين وتحاورهم مع بعضهم البعض أثناء المصارعة، ولو تعمّقنا في البحث أكثر، لعلمنا كيفيّة تصنيع الكراسي والطّاولات المخصّصة لاستخدامها في النّزال، وكيفيّة الأسلوب المتّبع لتخفيف الصدمات.
- عدم الرّغبة بالتّصديق: فبعض المحبّين لهذه الرّياضة اندمجوا مع ما يشاهدوه من مناظر، وانفعلوا معها باعتبارها قتالٍ حقيقيّ، وبنوا في داخلهم شيئاً من العاطفة والإعجاب بما يشاهدوه، فعندما يسمعون بزيف هذه المصارعة ينكرونها ويحاولون إثبات العكس.
ملخّص
يتساءل الكثير من الأشخاص حول حقيقة المصارعة الحرّة، وبينّا لكم فيما سبق أنّ المصارعة الحرّة ما هي إلّا عمليّة تمثيل يقوم بها مدير المصارعة وبعض المنسّقين، ويعود سبب الاعتقاد بأنّ هذا حقيقيّ هو الدقّة الكبيرة في عرض هذا العمل، وعدم الشفافيّة من قبل القائمين على المصارعة؛ وذلك لأنّ الشركة القائمة على المصارعة لم تعلن أو تظهر بأنّ أعمالها عبارة عن تمثيل، كما أنّ إتقان العمل سببٌ رئيسيّ في اعتقاد الأشخاص بأنّ المصارعة حقيقيّة، بالإضافة إلى وجود العديد من الأخطاء وخاصّةً حين يتعرّض أحد المصارعين لإصاباتٍ كبيرة أو سقوطٍ مؤذي يؤثّر على المصارع طيلة حياته.
