علاج القولون

بواسطة: - آخر تحديث: 07:24 , 22-01-2018
علاج القولون

القولون العصبي
تُعرّف مُتلازمة الأمعاء المُتهيّجة المعروفة بمُتلازمة القولون العصبيّ IBS (بالإنجليزيّة: Irritable Bowel Syndrome) على أنّها حدوث اضطّراباتٍ في وظيفة وحركة الجهاز الهضميّ، وتظهر على شكل مجموعة من الأعراض التي تُؤثّر في الأمعاء الغليظة كألم البطن، والمغص (بالإنجليزيّة: Cramping)، وزيادة كميّة الغازات، والانتفاخ (بالإنجليزيّة: Bloating)، وظهور المُخاط (بالإنجليزيّة: Mucus) مع البراز، والحاجة المُفاجئة للإخراج، والشعور بعدم التّفريغ التّام للأمعاء، بالإضافة إلى الإسهال أو الإمساك أو كليهما. ومن الأسماء الأخرى لهذه الحالة المرضيّة؛ القولون العصبيّ (بالإنجليزيّة: Nervous colon)، ومتلازمة القولون الوظيفيّ (بالإنجليزيّة: Functional bowel syndrome)، والقولون المتشنّج (بالإنجليزيّة: Spastic colon)، والقولون المُتهيّج (بالإنجليزيّة: Irritable colon)، والتهاب القولون المُخاطيّ (بالإنجليزيّة: Mucous colitis). ومن الجدير بالذّكر أنّ مُتلازمة القولون العصبيّ أكثر شيوعاً في النساء.

يختلف القولون العصبي عن داء الأمعاء الالتهابيّ (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel syndrome) بالرّغم من بعض التّشابه في الأعراض؛ حيث يُعتبر داء الأمعاء الاتهابيّ أشدّ خطورة بسبب حدوث التهاب (بالإنجليزيّة: Inflammation) في الأمعاء، ويتضمن التهاب القولون التّقرّحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis)، وداء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn's disease)، ومن الجدير بالذكر أن القولون العصبيّ لا يتسبب بحدوث المُضاعفات المُؤذية التي تنتج عن داء الأمعاء الالتهابيّ مثل إلحاق الضرر الدائم في الأمعاء، ونزيف الأمعاء (بالإنجليزيّة: Intestinal bleeding)، ونزيف المُستقيم (بالإنجليزيّة: Rectal bleeding)، والتقرّحات (بالإنجليزيّة: Ulcers).

أشكال القولون العصبي
هناك ثلاثة أشكال رئيسيّة لمُتلازمة القولون العصبيّ، وهي:

  • الشكل الأول: القولون العصبيّ مع الإسهال (بالإنجليزيّة: IBS with diarrhea).
  • الشكل الثاني: القولون العصبيّ مع الإمساك (بالإنجليزيّة: IBS with constipation).
  • الشكل الثالث: يتميّز هذا النّوع بأنّه مزيج أو تناوب بين الإسهال والإمساك.


علاج القولون العصبي
العلاج بتغير نمط الحياة
إنّ الخط الأول في علاج القولون العصبيّ هو تغيير نمط الحياة، واتباع بعض النصائح المتعلقة بالنظام الغذائيّ، ومنها ما يلي:

  • تناوُل الألياف: يُنصح بتناول الألياف (بالإنجليزيّة: Fiber) الطبيعيّة الموجودة في الفواكه، والخضار، والبقوليّات؛ حيث تُقلّل من مُشكلة الإمساك، ولكن يجب زيادة كميّة الألياف في الطّعام بشكل تدريجي لتفادي حدوث الغازات والمغص.
  • تجنّب مُنتجات الألبان: يُنصح بتجنّب مُنتجات الألبان (بالإنجليزيّة: Dairy products) لمن يُعاني من حساسيّة اللاكتوز (بالإنجليزيّة: Lactose intolerant)، وفي هذه الحالة يُنصح بتناول اللبن كخيارٍ بديل للحليب، أو تناول الإنزيمات الهاضمة للاكتوز، وقد ينصح الطبيب بالابتعاد عن منتجات اللبن جميعها.
  • تجنّب بعض أنواع الأطعمة والأشربة: يُفضّل تجنّب بعض أنواع الأطعمة والأشربة التي تُسبّب زيادة مُشكلة القولون العصبيّ وظهور الأعراض، ومنها البقوليّات، والملفوف (بالإنجليزيّة: Cabbage)، والقرنبيط (بالإنجليزيّة: Cauliflower)، والبروكلي (بالإنجليزيّة: Broccoli)، والشوكولاته، والأغذية الدهنيّة أو المقليّة، والأغذية الغنيّة بالسّكر، والمُحليّات الصناعيّة (بالإنجليزيّة: Artificial sweeteners)، والمكسّرات (بالإنجليزيّة: Nuts)، والكافيين (بالإنجليزيّة: Caffeine)، والصّودا (بالإنجليزيّة: Soda)، والكحول (بالإنجليزيّة: Alcohol).
  • ممارسة العادات الصحيّة: شرب المياه بكميّات كافية، وتناول الوجبات الصّغيرة والمُتعدّدة، وعدم التّدخين، وممارسة التّمارين الرياضيّة، والنّوم الجيّد، وتناول البروبيوتيك (بالإنجليزيّة: Probiotics).


العلاج بالأدوية
فيما يلي شرح مُبسّط لمجموعة من الأدوية المُستخدمة للسيطرة على أعراض القولون العصبيّ:

  • أدوية علاج الإسهال:

    • مضادّات الإسهال مثل؛ لوبيراميد (بالإنجليزيّة: Loperamide)، وديفينوكسيلات (بالإنجليزيّة: Diphenoxylate).
    • إلوكسادولين (بالإنجليزيّة: Eluxadoline)، يُمكن أن يُخفّف من الإسهال عن طريق تقليل انقباض الأمعاء وتقليل إفراز السوائل في الأمعاء.
    • ألوسيترون (بالإنجليزيّة: Alosetron)، يُستخدم لبعض حالات الإسهال الصّعبة التي تُرافق القولون العصبي عند النّساء فقط؛ حيث يُساعد على ارتخاء القولون ويُبطّئ من حركة الأمعاء السفليّة.
    • منحيات حامض الصفراء (بالإنجليزية: Bile acid sequestrant) مثل؛ كوليسترامين (بالإنجليزيّة: Cholestyramine)، وكوليستيبول (بالإنجليزيّة: Colestipol)، وكوليسيفيلام (بالإنجليزيّة: Colesevelam)، ولكن من الممكن أن تُسبّب الانتفاخ.
    • ريفاكسيمين (بالإنجليزيّة: Rifaximin)، وهو مُضادّ حيويّ يُقلّل من النموّ البكتيريّ المُتزايد والمُسبّب للإسهال.
  • أدوية علاج الإمساك:
    • المُكمّلات الغذائيّة المحتوية على الألياف مثل القطونة (بالإنجليزيّة: Psyllium).
    • المُليّنات (بالإنجليزيّة: Laxatives): مثل بولي ايثيلين غليكول (بالإنجليزيّة: Polyethylene glycol)، وبيساكوديل (بالإنجليزيّة: Bisacodyl)، والسنّا (بالإنجليزيّة: Senna)، ولاكتولوز (بالإنجليزيّة: Lactulose).
    • لوبيبروستون (بالإنجليزيّة: Lubiprostone): حيث يزيد من إفراز السّوائل في الأمعاء الدّقيقة وغالباً لا يُلجأ إليه إلا في الحالات الشديدة من الإمساك عند النساء فقط.
    • ليناكلوتيد (بالإنجليزيّة: Linaclotide): إنّ تناوله قبل الطّعام بمدّة تتراوح بين الثلاثين والسّتين دقيقة قد تُساعد على زيادة إفراز السّوائل في الأمعاء الدّقيقة وبالتالي التقليل من الإمساك.
    • مُضادّات الاكتئاب من مجموعة مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة (بالإنجليزيّة: Selective serotonin reuptake inhibitor) مثل؛ فلوكسيتين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine)، وسيتالوبرام (بالإنجليزيّة: Citalopram)، وباروكسيتين (بالإنجليزيّة: Paroxetine).
  • أدوية المغص والألم:
    • مضادات تقلصات البطن (بالإنجليزيّة: Antispasmodics): مثل ميتوكلوبراميد (بالإنجليزيّة: Metoclopramide)، وديسيكلومين (بالإنجليزيّة: Dicyclomine)، وهيوسيامين (بالإنجليزيّة: Hyoscyamine).
    • مُضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات (بالإنجليزيّة: Tricyclic antidepressants): مثل ايميبرامين (بالإنجليزيّة: Imipramine)، ونورتريبتيلين (بالإنجليزيّة: Nortriptyline)؛ حيث تُقلّل الألم في الأمعاء من خلال منع عمل الخلايا العصبيّة.
    • أدوية الألم الشّديد مثل؛ بريغابالين (بالإنجليزيّة: Pregabalin)، وغابابنتين (بالإنجليزيّة: Gabapentin).


العلاج بالأعشاب والطّب البديل
فيما يلي مجموعة من العلاجات الطبيّة المُساندة للعلاجات السّابقة، والتي من الممكن أن تُحسّن من حالة القولون العصبيّ عند بعض الأشخاص:

  • الوخز بالإبر: (بالإنجليزيّة: Acupuncture) ثبتت فعاليّة هذا النّوع من علاجات الطّب الصينيّ التقليديّ في علاج الألم المُزمن، ولكن لا تزال الدراسات قائمة حول إثبات فعاليّته في علاج أعراض القولون العصبيّ.
  • المُكمّلات الغذائيّة من الزّيوت: ومن أهمّها زيت زهرة الرّبيع المسائيّة (بالإنجليزيّة: Evening primrose oil) والتي من الممكن أن تُخفّف من أعراض القولون العصبيّ خاصّة عند النّساء خلال فترة الدّورة الشهريّة، وزيت البوريج (بالإنجليزيّة: Borage oil) المُستخلص من بذور إحدى الحشائش المعروفة، وزيت السّمك (بالإنجليزيّة: Fish oil) ولكن لا يُوجد دليل علميّ على فائدة زيت السمك في القولون العصبيّ.
  • الأعشاب: يُمكن الاستعانة بعشبة النّعناع الفلفلي (بالإنجليزيّة: Peppermint) للتقليل من انقباض عضلات القولون المُزعجة.
  • البروبيوتك: تُستخدم البروبيوتك لاستعادة التوازن الطبيعيّ للبكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضميّ؛ وذلك من الممكن أن يُحسّن من أعراض القولون العصبيّ، ونوعيّة حياة المصاب، ومن الجدير بالذّكر أنّ أشهر أنواع البروبيوتك المستخدمة هي اللاكتوباسيلس أسيدوفيلس (بالإنجليزيّة: Lactobacillus acidophilus)، والشّقاء الطفليّة (بالإنجليزيّة: Bifidobacteria infantis).


العلاجات النفسيّة
قد تساعد العلاجات النفسية على تخفيف أعراض القولون العصبيّ، ومن العلاجات النفسية الممكنة ما يلي:

  • السّيطرة على التوتّر؛ ويساعد هذا الأمر على تقليل الألم والمغص المرافقَين للقولون العصبيّ؛ ويمكن الاستعانة بالطرق الآتية لتخفيف التوتر:
    • ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمّل (بالإنجليزيّة: Meditation).
    • ممارسة تمارين المشي واليوغا (بالإنجليزيّة: Yoga) باستمرار.
    • الحصول على قدر كافٍ من النّوم.
    • الابتعاد عن الظروف والمواقف التي تُسبّب التوتّر قدر المستطاع.
  • العلاج بالكلام (بالإنجليزيّة: Talk Therapy)، ويساعد على تحسين حالة القولون العصبيّ، ويُقسم إلى نوعين:
    • المُعالجة السلوكيّة المعرفيّة (بالإنجليزيّة: Cognitive behavioral therapy) التي تُركّز على أفكار وأفعال الشخص.
    • المُعالجة بين الأشخاص (بالإنجليزيّة: Interpersonal therapy) التي تُركّز على كيفيّة تأثير المشاعر في القولون.
  • توجيه الأمعاء بالتنويم (بالإنجليزيّة: Gut-Directed Hypnotherapy)؛ حيث يُساعد المُعالِج على إرخاء عضلات القولون من خلال تنويم المصاب.
  • التدريب واعي الذهن (بالإنجليزيّة: Mindfulness Training)؛ ويُساعد على التركيز على الإحساس اللحظي دون الخوف أو القلق منه.


أسباب القولون العصبي
بالرّغم من عدم وجود سبب مؤكّدٍ لمُتلازمة القولون العصبيّ، إلا أنّ هناك مجموعة من العوامل والمشاكل الصحيّة التي قد تساهم في ظهوره؛ ومن أهمّها:

  • وجود مشاكل في الإشارات أو الإشعارات (بالإنجليزيّة: Signals) المُرسلة من الدّماغ إلى الأعصاب الموجودة في الأمعاء.
  • وجود اضطّرابات في حركة الأمعاء؛ فمن الممكن أن يكون هناك بُطءٌ أو سرعة بالحركة، أو تشنّجات، أو فرط بالانقباضات عند التوتّر أو تناول الطعام.
  • زيادة الإحساس بالألم والانزعاج من وجود الغازات في الأمعاء بسبب زيادة حساسيّة أعصاب الأمعاء.
  • الإصابة بالعدوى البكتيريّة (بالإنجليزيّة: Bacterial infection) في القناة الهضميّة.
  • زيادة في النموّ البكتيري الموجود بشكل طبيعي في الأمعاء الدّقيقة أو تغيُّر في نوع البكتيريا.
  • التغيّرات في مستويات النّواقل العصبيّة وهرمونات القناة الهضميّة، بالإضافة إلى تغيّرات الهرمونات الأنثويّة خلال الدّورة الشهريّة.
  • العوامل الوراثيّة؛ رغم أنّ الدّراسات تُشير إلى وجود علاقة وتشابه بين مشاكل الجهاز الهضمي في العائلة الواحدة إلا أنّ هذا العامل غير مؤكّد.
  • الحساسيّة تجاه بعض الأنواع من الأغذية الغنيّة بالكربوهيدرات، أو الأغذية كثيرة التّوابل، أو الأغذية الدهنيّة، بالإضافة إلى القهوة والكحول؛ وذلك بسبب سوء امتصاص السكريّات وأحماض الصّفراء (بالإنجليزيّة: Bile acids).
  • المشاكل النّفسيّة؛ مثل الهلع (بالإنجليزيّة: Panic disorder)، والقلق (بالإنجليزيّة: Anxiety)، والاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression). ومن الجدير بالذّكر أنّ ردّة فعل القولون تكون حادةً تجاه التوتر البسيط عند الأشخاص المُصابين بالقولون العصبيّ.
27698 مشاهدة

مواضيع قد تعجبك


a
Access Keys
1
التصنيفات
2
أحدث المواضيع
3
كورونا
4
اتفاقية الاستخدام
5
سياسة الخصوصية<
6
عن مُفيد