الحب
إنّ مصطلح الحب لا يقتصر على العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة لنقول حبيب وحبيبة، بل يشمل جميع العلاقات الإنسانية بين البشر، ولولا هذه العاطفة لأصبحت العلاقات اليومية للناس قائمةً فقط على أساس المادة والمصلحة البحتة، ولما صار للحياة طعماً آخر يُخفف صعابها ويدفع بالإنسان نحو الوقوف إلى جانب أخيه الإنسان، ولا يتوقف الأمر هنا أيضاً بل ويشمل مفهوم الحُب حُبّ الإنسان للأشياء أو لما يصدر عنه من أفعالٍ وأقوال، أو ما يقتنع به ويود تحقيقه، وكثيراً ما نسمع مفهوم (قوة الحُب) دون أن نُدرك فعلياً التفسير الواضح له لذا سنقدم في هذا المقال معناه.
معنى القوة في الحب
لولا حُب الإنسان لذاته لما استطاع مواصلة الحياة، أو الخروج من المنزل للذهاب للعمل، أو الاختلاط بالناس، والبحث عن الفرح وسبل العيش، ولولا إيمانه بجدوى الاستيقاظ باكراً، والانتظار ساعات في محطة الحافلات للذهاب إلى الجامعة والنجاح والتفوق، لما نهض أصلاً من سريره، ورغم أنّ قوة حُب الإنسان لنفسه، ولما حوله من أشياء، وموراد، وبشر، وإمكانات، وظواهر، إلا أنّ معظم الناس يواجهون مشكلةً في استنهاض هذا الشعور دواخلهم، وتعميق الاتصال به عاطفياً ووجدانياً، مع ربط ذلك بالفعل الإنساني، ثمّ انتظار النتائج المدهشة على الأرض، ويمكن القول عزيزي القارئ أنّ قوة الحُب تُشبه إلى حدٍ كبيرٍ قوة الإيمان بالشيء، كأن تؤمن أنّ ذاك الأمر سيتحقق لك، وهذا ما يحصل بالفعل، وكأن تُعمق حبك لشيء ما، فتظهر لك نتائج هذا الحُب إيجاباً في حياتك، وكأنّ قوة الحُب تدعونا لعيش التفاصيل كلها، دون ترك مجالٍ للأشياء والأحداث، لتمر في حياتنا دون أنّ نرعاها، أو نشعر تجاهها بكثيرٍ من الحُب، الذي يرفع مستوى الراحة النفسية للفرد، ويُحسن جودة حياته.
قوة الحب وتحسين الحياة
إنّ الأمر أبسط بكثير مما قد يظن البعض، فما على الشخص إلا أنّ يُطلق العنان لإحساسه الداخلي؛ للتعلق بشيء والإحساس بالحُب تجاهه، فهاهم أثرياء العالم، وكم هي المرات التي قد أشهروا إفلاسهم خلالها، وعادوا بعد فترةٍ وجيزةٍ بملايين وثرواتٍ أكبر من ذي قبل، والسر أصبح واضحاً وهو (قوة حبهم للمال)، والكثير من الفقراء حول العالم يبقوا كذلك أيضاً رغم قدرتهم على تحسين أوضاعهم المعيشية بسبب تعلقهم الشديد بحياة الفقر ومظاهر الحياة البسيطة دون أن يُدركوا ذلك.
يمكنك أن تقيس على ذلك الموظف الذي يُقوي حبه للعمل كيف يبدع ويبتكر، ويزيد جهده وساعات عمله أيضاً، ويرفع درجة التزامه، وكل ذلك سيدفع حتماً إلى ترقيته في العمل، أو حجز مكانةٍ مهمةٍ بين زملائه، ناهيك عن إحساسه بالفخر بنفسه على الدوام، وما دفع مئات بل ملايين المناضلين حول العالم لمواجهة الاحتلال والاستبداد، على مدار العصور والأزمنة، كان قوة الحُب التي شعروا بها تجاه أوطانهم وأراضيهم، التي عاشوا وتربوا فيها، وأرادوا بفعل الحُب لا غيره أنّ يموتوا على أرضه فداءً.
القوة في الحب
بواسطة: 11:00 , 20-05-2018
- آخر تحديث: 22461 مشاهدة